الذكاء الاجتماعي.. هكذا تكوّن علاقات اجتماعية إيجابية

يعرف الذكاء الاجتماعي بأنه القدرة على الانسجام والتآلف الجيد مع الآخرين وكسب تعاونهم معك، وكما يقول فيكتور هوجو: "بأن هناك شيء أقوى من كل جيوش العالم، ذلك الشيء هو فكرة جديدة حان وقتها؟". نعم إنه ذكاء من نوع مختلف، وهو يتجاوز حدود حاصل الذكاء IQ، وكما وضع "أرل ألبرخت" في كتابه الذكاء الاجتماعي أبعاداً لهذا الذكاء وجمعها بخمسة أبعاد، وهي الوعي الموقفي، وهو كأنه رادار اجتماعي، أو هو القدرة على قراءة المواقف وتفسير سلوكيات الآخرين في تلك المواقف، وفقاً لأهدافهم المحتملة، وحالتهم العاطفية، وميلهم إلى التواصل، والحضور، ويشار إليه غالباً بمصطلح التأثير، وهو مجموعة كاملة من الإشارات التي يعالجها الآخرون ليتوصلوا منها إلى انطباع تقييمي للشخص، والأصالة، والوضوح، أي القدرة على تفسير أفكارك وصياغة آرائك، والتعاطف، وهي الإحساس المشترك بين شخصين، الذي يتجاوز معنى الكلمة المنحصر في إبداء الشفقة تجاه الآخرين.

أهمية الذكاء الاجتماعي
وكما يقول مارك توين بأنه: "كان عنيفاً قاسياً في جداله، بينما كنت أرد عليه بحذر وهدوء مرؤوس لا يريد أن يلقى من حجرة قائد المركب على ارتفاع أربعين قدماً من سطح الماء". فالغباء وعدم الإحساس الموقفي يجعل المواقف أكثر سوءاً، فعلينا أن نفهم السياق الاجتماعي، وأن نفهم السياق المكاني، فمناطق التواصل تقسم للحيز العام والاجتماعي والشخصي والحميمي. وكما يقول روبرت بيرنر: "بأنها يا لها من قوة عظيمة تلك المنحة الإلهية، أن نرى أنفسنا كما يراها الآخرون، يحررنا هذا من داء التخبط والكثير من الأفكار الحمقاء".

وكما يقول جيمس دين بأنه: "عش سريعاً، ومت شاباً، واترك جثة حسنة المظهر، فلا شك أن المظهر يلعب دوراً جيداً في الذكاء الاجتماعي". وكما يقول باباي: "أنا هو أنا، وهذا كل ما هو أنا"، فخذ النصيحة من باباي، فللأصالة دور جوهري في الذكاء الاجتماعي، والنرجسية هي افتقاد للأصالة، في لغة الذكاء الاجتماعي ما يطلق عليه علماء النفس بالنرجسية أو حب الذات، يسمى افتقاد الأصالة.